نوفمبر 30، 2014

مثقفون مغاربة: "مشروع الخدمة يحارب الجهل والفقر والتفرقة"

حل بعض المثقفين المغاربة ضيوفا خلال "فعاليات الأيام الثقافية" في إزمير غرب تركيا، حيث ركز غالبيتهم على أنشطة مشروع الخدمة وما تبذله به من مجهودات حول العالم. وقال الدكتور سمير بودينار: "لقد بدأت الخدمة بعملية إحياء تتمحور حول الإيمان. وهي تحارب 3 أعداء: الجهل والفقر والتفرقة". وأوضح أن رسالة الخدمة تتلخص في مدّ يد الرحمة للناس وخدمتهم بالعلم. وعبّر بقوله: "لقد بدأت حركة الخدمة بإحياء مركزها الإيماني، ومحاربة هؤلاء الأعداء تحتاج إلى رجال بمعنى الكلمة. فثمة حاجة إلى أناس أقوياء وجسورين. والأستاذ فتح الله كولن يجسد ذلك المشهد، فالخدمة تنفخ روحا ومعنى جديدين في الدين. ولذلك فهناك توجه واستقطاب عالمي نحوها".

Moroccan intellectuals on hizmet movement

وأوضح الدكتور عبد المجيد بوشبكة أنه درَّس لطلابه في الجامعة هذا العام كتاب "النور الخالد" للأستاذ كولن، وهو كتاب في سيرة النبي محمد (ص). وقال: "قرأت ذلك الكتاب بنفسي من قبل مرارًا، وحين قرأته من جديد مع طلابي هذه المرة أحسست نفسي كأني أقرأه للمرة الأولى. قلت لطلابي إن الأستاذ كولن يعبر في هذا الكتاب عن قصة حياة واقعية. فهو يذهب بنا إلى جوار أبطال عصر النبوة. وأنا أعلنها للإنسانية أنه لا يتحدث عن هذا الحزب أو ذاك أو عن هذه الجماعة أو تلك، بل هو تحدثنا عن سيدنا الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، فهو يؤسس رابطة بيننا جميعا وبين الرسول (صلى الله عليه وسلم). وأنا أقول لطلابي إن سر الأستاذ كولن يكمن في هذا الكتاب. ولذلك فإن الناس يفهمون الأستاذ كولن بسرعة كبيرة. فيجري الملايين في أثره دون فاصلة أو استراحة. وإن الأستاذ كولن لا يتحدث عن سيرة حياة قد انتهت بموت صاحبها. بل يتحدث عن سيرة ما زالت حية. وحين يحدثنا عن القرآن يضع نصب أعيننا قرآنا مفعما بالحياة".

وقد عاش الدكتور بوشبكة لحظات ملؤها التأثر طوال حديثه، وقال: "لقد أدركنا معنى الهجرة بعد التعرف عليكم. فلقد تعلمنا المعنى الحقيقي للهجرة بعدما تعرفنا على أناس، رجالا ونساء، هاجروا إلى أرجاء العالم كله واضعين حياتهم في حقيبة واحدة. فأنتم من علمني المعنى الحقيقي للهجرة. ليس الكبار فقط من هاجروا بل الطلاب أيضا هاجروا. ولقد سألت الطلاب القادمين إلى بلادنا لماذا أتيتم إلى هنا؟ فقالوا إننا أيضا هاجرنا، وجئنا إلى هنا لنحصل على ثواب الهجرة".

وأضاف بوشبكة: "وأنا أرى أن الذين يتهمون هذا السيد (كولن) بتهم مختلفة ويفترون عليه لا يدركون حقائق الأمور. فلم نسمع هذا الرجل يتفوه بكلمات سيئة حتى في أسوأ الحالات وأصعب الأوقات".

ونحن نقول للأستاذ كولن من قلوبنا: "إن كان طردك أهلك فاعلم أن المخلصين من البشر في العالم أهلك. فأنتم من علمتمونا معنى الهجرة والتعليم والتضحية. ولذلك نحن نقبّلكم من جبينكم باسم جميع المظلومين في العالم. فنحن ولدنا من جديد بعد أن تعرفنا على حركة الخدمة. ولذلك فإني أتوسل إليكم وأقبل أيديكم وأقدامكم لاتتوقفوا عن متابعة سيركم، فالعالم كله بانتظاركم. أعلم أنكم الآن في محنة، لكن عليكم بالصبر فالنصر لكم، وعليكم بالصبر، فالجنة لكم. وبعد كل ظلام يأتي النور، وبعد كل شتاء يأتي الربيع. وإن العالم كله يعرفكم، وفي العالم أجمع دراسات وبحوث تجرى لفهم خدمتكم أكثر وللتعرف عليها أكثر، والوقت وقت تقديم الخدمات ووقت العمل، وأنا أعشق الخدمة. إذا كنتم تتعرضون للظلم فهذا يعني أنكم تسيرون على منهج النبي (صلى الله عليه وسلم). وإني أقول لكم إن العالم كله ينظر إليكم ويقتدي بأثركم. وسوف يتشكل مستقبل العالم حسبما يرى الناس من مظاهر الأخلاق والفضائل فيكم. ومهما بلغ ظلم الظالمين فالتغيير مُحتم عليه. وإن اتباع هذا المنهج والالتزام به مستمر. فسيروا، فأنتم أساتذتنا ونحن طلاب نتبعكم".

هذا وقد أوضح الأستاذ هشام الرّاس أن الدكتور فريد أنصاري كان السبب في تعرف الكثيرين على مشروع الخدمة وعلى الأستاذ فتح الله كولن وكان هو من بين أولئك الكثيرين، وقد أكد أن الأستاذ فتح الله هو مجدد هذا العصر بأدلة عديدة، منها أن فكره يتسم بالفطرية، والشمولية والكونية، إذ إن فكر الأستاذ معتمد على البحث على المشترك الإنساني، وعلى الحرية والبعد عن التنظيمات الكلاسيكية، كما أنه ابتعد عن الصراعات الشرقية والغربية فخلق المنظقة المشتركة أو الرمادية.

ثم أتبعه الدكتور محمد جكيب بلفتة أخوية للحضور إذ اعتبر أن كل واحد منهم أستاذ له، وبين أنه مهما كثرت الكلمات والخطابات فإن لغة القلب هي الأقوى والأكثر تأثيرا، وأضاف الدكتور جكيب أن الأستاذ فتح الله كولن علّم الناس الصدق والإخلاص اللّذان يصنعان الأعاجيب، فالخدمة تتلخص في شيء واحد وهو الذي نلمسه في حياة الأستاذ وفي حياة أتباعه وهو الإخلاص، فلقد أخلص الأستاذ في إيمانه، وهو الذي هيأ له جيلا استطاع أن يحمل معه هذا الهم الكبير وينقله إلى أبعد نقطة في العالم، والله سبحانه وتعالى أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، فالأستاذ فتح الله كولن أخذ هذا البعد وتمثله في نفسه وفي دعوته.
Blogger Wordpress Gadgets