د. جمال السفرتي
إلى سيدي الأستاذ فتح الله كولن…
لعلها المحنة الأشد أو لعل غيرها منها أشد.. ولكنها مدرسة حية جديدة شاءت قدرة الله تعالى لتلاميذكم وأبنائكم أن يعيشوها جهاراً نهاراً، ليتعلموا من دروسها وعبرها درساً بليغاً كان يصعب على الكتب أن تبسطه وتشرحه.
كلماتكم الرائعة… "إرادة الله أن يصدع بأمركم.. لعلنا نبعث من جديد…" هي بحد ذاتها مدرسة في الصبر والبناء.
وإنها للمحنة التي كتبها الله على أهل الحق في كل وقت وحين. وإنه الحق لا يقوم إلا على أساس من التضحيات الصادقة. والإيذاء رغم قسوته هينٌ يسير إذا كان في سبيل دعوة الحق. وهنا نتذكر معكم يا سيدي كلام الله تعالى: ﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾(العنكبوت:1-3).
نتذكر معكم محنة النبي صلى الله عليه وسلم في أخزى قطيعة رحم عرفتها البشرية، يوم قاطعه أهله وأرحامه وذووه.. فيشكو همّه إلى الوفية خديجة، فتقول له: «صبراً يا ابن عم، فوالله لن يخزيك الله أبداً».
نتذكر معكم يا سيدي محنة الصحابة الكرام من جيل السعادة.. يوم بلغ الأذى منهم مبلغه، فيقول الخباب لنبيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ألا تدعو لنا..؟ فيجيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم بكل حزم، بعيدا عن المجاملة والمداراة: "وماذا لقيتم يا خباب…؟؟".
هكذا يا سيدي يخاطب نبينا صلى الله عليه وسلم أولئك القوم الذين قدموا أرواحهم وأعمارهم وأعصابهم وأموالهم وأيامهم فداءً لله ورسوله، ليقول لهم : "وماذا لقيتم يا خباب…؟؟" ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ﴾(البقرة:214).
فماذا عساه اليوم يقول لنا لو رفعنا شكوانا إليه صلى الله عليه وسلم؟؟ وأي الدعاة اليوم يصيبه مثل ما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟؟
نتذكر معكم يا سيدي محنة الأئمة العظام، الإمام الأعظم أبو حنيفة، والشافعي، والطبري، والقرطبي، وابن حنبل وغيرهم، آذوهم.. ضربوهم.. حبسوهم.. وحالوا دون أن يدفن بعضهم حتى في مقابر المسلمين. ولكن أين من آذى.. وأين من أوذي؟ ذهب الجميع وبقي لأهل الحق ذكرهم وفضلهم تلهج به ألسنة الخلق.
نتذكر معكم يا سيدي رموزاً في العلم والخدمة.. حملوا راية الحق وأوذوا، كان همهم أن يقولوا للناس قولوا لا إله الله تفلحوا.. فعاشوا في الألم والمحن والمعاناة..
رحمك الله يا إمام النور يا سيدي النورسي.. رحمك الله يا إمام التربية المحبة وسعة الصدر يا سيدي الشيخ أحمد كفتارو.. رحمك الله يا إمام الفكر والعطاء يا سيدي الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي.. رحمكم الله يا أئمة الهدى والخير جميعا.
ومما يحزن له القلب ويندى له الجبين أن يكون الأذى لهؤلاء وغيرهم من أهل الفضل والعطاء، هو من بعض الذين حملوا راية الإسلام وادعوا أنهم من أهلها… لأولئك أقول: اتقوا يوماً صبيحته يوم القيامة.
سيدي وأستاذي.. نتذكر هؤلاء جميعاً، ونتعلم منهم ومنكم أن المحن محنٌ.. نعم، ولكنها لا تزيد الإيمان إلا رسوخاً، وتميز الصادقين من المخادعين.
فعسى أن تكون الألفة بين الإخوة سبيلاً إلى الله.. وعسى أن يكون الفرج قريباً بإذنه تعالى..
وكم من محنة عظمت وطالت *** وخان مواصلٌ وجفا حليمُ
أتـى فـرج الإله لـهـا صبـاحـاً *** فما أمست وأقلعت الهمومُ
إلى سيدي الأستاذ فتح الله كولن…
لعلها المحنة الأشد أو لعل غيرها منها أشد.. ولكنها مدرسة حية جديدة شاءت قدرة الله تعالى لتلاميذكم وأبنائكم أن يعيشوها جهاراً نهاراً، ليتعلموا من دروسها وعبرها درساً بليغاً كان يصعب على الكتب أن تبسطه وتشرحه.
كلماتكم الرائعة… "إرادة الله أن يصدع بأمركم.. لعلنا نبعث من جديد…" هي بحد ذاتها مدرسة في الصبر والبناء.
وإنها للمحنة التي كتبها الله على أهل الحق في كل وقت وحين. وإنه الحق لا يقوم إلا على أساس من التضحيات الصادقة. والإيذاء رغم قسوته هينٌ يسير إذا كان في سبيل دعوة الحق. وهنا نتذكر معكم يا سيدي كلام الله تعالى: ﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾(العنكبوت:1-3).
نتذكر معكم محنة النبي صلى الله عليه وسلم في أخزى قطيعة رحم عرفتها البشرية، يوم قاطعه أهله وأرحامه وذووه.. فيشكو همّه إلى الوفية خديجة، فتقول له: «صبراً يا ابن عم، فوالله لن يخزيك الله أبداً».
نتذكر معكم يا سيدي محنة الصحابة الكرام من جيل السعادة.. يوم بلغ الأذى منهم مبلغه، فيقول الخباب لنبيه وحبيبه صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ألا تدعو لنا..؟ فيجيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم بكل حزم، بعيدا عن المجاملة والمداراة: "وماذا لقيتم يا خباب…؟؟".
هكذا يا سيدي يخاطب نبينا صلى الله عليه وسلم أولئك القوم الذين قدموا أرواحهم وأعمارهم وأعصابهم وأموالهم وأيامهم فداءً لله ورسوله، ليقول لهم : "وماذا لقيتم يا خباب…؟؟" ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ أَلاَ إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَرِيبٌ﴾(البقرة:214).
فماذا عساه اليوم يقول لنا لو رفعنا شكوانا إليه صلى الله عليه وسلم؟؟ وأي الدعاة اليوم يصيبه مثل ما أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟؟
نتذكر معكم يا سيدي محنة الأئمة العظام، الإمام الأعظم أبو حنيفة، والشافعي، والطبري، والقرطبي، وابن حنبل وغيرهم، آذوهم.. ضربوهم.. حبسوهم.. وحالوا دون أن يدفن بعضهم حتى في مقابر المسلمين. ولكن أين من آذى.. وأين من أوذي؟ ذهب الجميع وبقي لأهل الحق ذكرهم وفضلهم تلهج به ألسنة الخلق.
نتذكر معكم يا سيدي رموزاً في العلم والخدمة.. حملوا راية الحق وأوذوا، كان همهم أن يقولوا للناس قولوا لا إله الله تفلحوا.. فعاشوا في الألم والمحن والمعاناة..
رحمك الله يا إمام النور يا سيدي النورسي.. رحمك الله يا إمام التربية المحبة وسعة الصدر يا سيدي الشيخ أحمد كفتارو.. رحمك الله يا إمام الفكر والعطاء يا سيدي الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي.. رحمكم الله يا أئمة الهدى والخير جميعا.
ومما يحزن له القلب ويندى له الجبين أن يكون الأذى لهؤلاء وغيرهم من أهل الفضل والعطاء، هو من بعض الذين حملوا راية الإسلام وادعوا أنهم من أهلها… لأولئك أقول: اتقوا يوماً صبيحته يوم القيامة.
سيدي وأستاذي.. نتذكر هؤلاء جميعاً، ونتعلم منهم ومنكم أن المحن محنٌ.. نعم، ولكنها لا تزيد الإيمان إلا رسوخاً، وتميز الصادقين من المخادعين.
فعسى أن تكون الألفة بين الإخوة سبيلاً إلى الله.. وعسى أن يكون الفرج قريباً بإذنه تعالى..
وكم من محنة عظمت وطالت *** وخان مواصلٌ وجفا حليمُ
أتـى فـرج الإله لـهـا صبـاحـاً *** فما أمست وأقلعت الهمومُ