فبراير 28، 2014

حراء و" turkish review " تحتضنان المفكرين العرب والأتراك

في ظل الظروف السايسية والاجتماعية الراهنة التي يمر بها العالم عموما والدول العربية والإسلامية بالخصوص، ارتأت مجلتا "حراء" و"النشرة التركية "Turkish Review" تنظيم منتدى يجمع المفكرين العرب والأتراك بمختلف توجهاتهم الفكرية وآرائهم السياسية، إذ عقدت ندوة فكرية عنونت بـ: "الإسلاميون وامتحان الدولة: نحو نماذج بديلة في التحول المجتمعي" فكان ذلك يومي 17 - 18 فبراير 2013. بمقر جريدة زمان التركية، وجاءت الندوة في محورين أساسيين هما امتحان الإسلاميين بالدولة، والمجتمع المدني وقراءة في الأحداث الأخيرة في تركيا.


بين الدكتور سمير بودينار من المغرب في مداخلته في الجلسة العلمية الأولى أن انعقاد هذا المنتدى مهم جدا لأنه يتيح اللقاء بين العديد من المفكرين والكتاب العرب بنظرائهم الأتراك لمناقشة التغييرات والحراك الموجود حاليا في تركيا وفي العالم الإسلامي عموما.

وضح الدكتور بودينار بجلاء الفرق بين نموذجين من نماذج العلاقة بين الشعوب والحكومات، وهما النموذج المجتمعي، ونموذج الدولة الحديثة.
كما تطرق الدكتور حسن مكي من السودان في ورقته المسماة: "النماذج الفوقية في العالم الإسلامي وأثرها على التحول المجتمعي والحركات الإسلامية"، إلى أهم ملامح تفاعل المسلمين مع الحكم من بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى العصر الحالي، فقد تميزت -حسبه - باهتزاز مرجعي واضطراب في الأداء ما بين الإحجام والإقدام.

وقد أثارت مداخلتا الدكتور بودينار والدكتور مكي عدة نقاط للمناقشة تداولها الأساتذة الحاضرون ومن أهمها: طبيعة العلاقة بين المجتمع المدني والسلطة السياسية، وعلى ماذا يجب أن يتوافق الطرفان وعلى ماذا يمكن أن يتنازل كل منهما عنه. ثم إسقاط الأفكار المناقشة على العلاقة بين الخدمة وحزب العدالة والتنمية الحاكم.

في الجلسة العلمية الثانية تطرق رئيس تحرير مجلة "النشرة التركية "Turkish Review" إلى عرض كرونولوجي للمد والجزر في العلاقة الرابطة بين الخدمة وحزب العدالة والتنمية فكان على ثلاث محاور: أولاها عرض لأهم المواعيد السياسية التي مرت بالعدالة والتنمية، ثم عرض لأهم مواقف الخدمة مع الإجراءات السياسية في عهد العدالة والتنمية، ثم أهم النقاط التي أثرت على العلاقة بين الخدمة والعدالة والتنمية عبر السنوات العشر الماضية.

هذا وقد بين الدكتور علي بولاج من تركيا، في مداخلته أهم الصفات التي تنطبق على الأحزاب السياسية لتوصف "بالإسلامية"، ومن ثم تعرض إلى تاريخية الإسلام السياسي منذ نشوئه، وعرج في آخر المداخلة إلى الوضع الحالي السياسي، والحراك الاجتماعي والأداء الإعلامي الذي يحيط بالعلاقة بين الخدمة والعدالة والتنمية في تركيا.

واستفاض الدكتور أحمد قعلول من تونس، في توضيح وتبيين الابتلاءات والامتحانات التي تتعرض لها كل الأحزاب الحاكمة في العالم سواء كانت يمينية أو يسارية، إسلامية أو علمانية...، ومنه أن أهم التحديات التي تواجه كل ممارسي الحكم هو شكل وأعراف الحكم وفق نموذج الدولة الحديثة، المتسم بالتسلط والتحكم في الشعوب والذي تتبناه -أو تضطر لتبنيه- الأغلبية الساحقة من حكومات العالم.

في اليوم الثاني من منتدى المفكرين العرب والأتراك في اسطنبول، عرض الدكتور مصطفي يشيل من تركيا أهم مبادئ مشروع الخدمة في العمل الاجتماعي والتربوي والإنساني في مشاريعها داخل تركيا وخارجها، ومن ذلك مبادئها الراسخة في التعامل مع الأحزاب السياسية المتعاقبة على حكم تركيا، ثم عرض أهم الرسائل والتوجيهات التي قدمها الأستاذ فتح الله كولن لأهل الخدمة من أساتذة وطلبة ومحبين فكان أهمها أن مايحدثى حاليا ابتلاء من الله تعالى وامتحان لعباده المخلصين ليذكرهم أن كل محنة يمر بها العبد المؤمن المخلص يحولها الله تعالى إلى منحة، إذا أخلص العبد ولجأ وعاد وتاب لربه.

هذا وقد أجمع الأساتذة والدكاترة الحاضرون على وجوب إعطاء الفرصة للعقولنا والملكات للبحث والتنقيب ودراسة النموذج المجتمعي التركي الذي يشكل مشروع الخدمة أهم عناصره وأكثر الفاعلين فيه، لئلا تطلَق أحكام وتصدر مواقف مبنية على أرض هشة، ومنطلقة من معرفة قاصرة بالنموذج.
Blogger Wordpress Gadgets